قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن الصينيين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة من حدودها الجنوبية “ربما يبنون جيشا”، مرددا لغة شائعة بين اليمين الأمريكي.
وأشار المعلقون اليمينيون إلى أن الزيادة في أعداد الوافدين وطالبي اللجوء الصينيين هي تسلل مخطط له من قبل “رجال في سن الخدمة العسكرية” أو جواسيس.
تحولات الصغيرة وتأثيرات كبيرة
أوضحت مجلة “فورين بوليسي”، الأربعاء 8 مايو 2024، أن المهاجرين في جميع أنحاء العالم يميلون إلى أن يكونون من الرجال الأصغر سنًا، وخاصة أولئك الذين يسلكون طريقًا مرهقًا بدنيًّا مثل طريق دارين غاب المحفوف بالمخاطر، والذي يمتد عبر كولومبيا وبنما.
وأضافت أن ارتفاع أعداد المهاجرين الصينيين القادمين عبر فجوة دارين يشكل مثالًا جيدًا على أن التعداد السكاني الضخم في الصين يعني أن التحولات الصغيرة حتى يمكن أن تخلف تأثيرات كبيرة، مشيرة إلى اعتقال نحو 37 ألف مواطن صيني على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك العام الماضي.
طلبات لجوء
ذكرت المجلة أن البيانات تشير إلى أن معظم الوافدين الصينيين يسعون إلى تقديم طلبات لجوء مؤكدة، وإبلاغ السلطات على الفور، وزادت هذه الأرقام لما يقرب من 10 مرات منذ عام 2022، لذلك فلا توجد هجرة جماعية كبيرة للصينيين، ولكن بعض التغييرات جعلت طريق دارين جاب أكثر جاذبية للمهاجرين من الصين.
وأفادت المجلة بأن الزيادة في عدد الوافدين الصينيين جاءت أيضًا استجابة للسياسة الأمريكية، وبفضل التوترات بين الولايات المتحدة والصين وانتهاكات حقوق الإنسان المتزايدة في عهد الرئيس الصيني شي جين بينج، فإن معدل قبول طلبات اللجوء الصينية ارتفع نسبيًّا بنحو 55%، كما يظل المسيحيون الصينيون يتمتعون بدعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
طريق محفوف بالمخاطر
قالت المجلة، إن مغادرة الصين أمر صعب، خاصة بالنسبة للأقليات العرقية والمجموعات المضطهدة، ولا تزال أرقام الهجرة الصينية منخفضة بالنسبة للفرد، ولكن تعافي اقتصاد الولايات المتحدة القوي من الوباء يجعلها وجهة أكثر جاذبية لبعض المهاجرين الصينيين، وخاصة العمال ذوي الأجور المنخفضة.
وأضافت أن التعافي الضعيف في الصين، مع الأضرار الناجمة عن عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا 2019، أدى إلى دفع القيم المتطرفة إلى سلوك الطريق المحفوف بالمخاطر عبر فجوة دارين، إذ يظهر خريجو الجامعات على الحدود الجنوبية لأول مرة وسط آفاق محدودة في الوطن.
تكلفة باهظة
أفادت المجلة أن للجريمة المنظمة الصينية دورًا رئيسًا في الهجرة غير المشروعة، إذ أقامت علاقات أوثق مع عصابات أمريكا اللاتينية التي تسيطر على طرق المهاجرين، لافتةً إلى أن الرحلة من الصين إلى الحدود الجنوبية الأمريكية تكلف ما بين 10 آلاف و20 ألف دولار، وتسدد هذه الأموال لهذه العصابات مع الفائدة بعد العمل في أمريكا.
وأضافت أن الوافدين الصينيين إلى الولايات المتحدة ربما يظلون عند هذا المستوى لفترة من الوقت، فمن غير المرجح أن يرتفعوا بشكل كبير مرة أخرى عام 2024، مشيرة إلى مرور أكثر من عام منذ إنهاء عمليات الإغلاق في الصين بسبب فيروس كورونا، والعلاقات السياحية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين تتحسن.
إخلاء مسؤولية إن موقع ناشري الفجر يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
