حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن أوروبا قد تواجه مخاطر أمنية وعسكرية واقتصادية في المستقبل إذا ظلت على سياستها الحالية.
وخلال لقاء مع مجلة “ذا إيكونوميست”، تحدث ماكرون عن تحديات كبيرة قد تواجه أوروبا في المستقبل على رأسها التمدد الروسي، والاعتماد على الولايات المتحدة في الأمور الدفاعية.
التحدي الأول
ماكرون حذر من الحرب الروسية الأوكرانية، ومساعي موسكو لفرض سيطرة أكبر على مزيد من الدول في أوروبا.
وذكر أن الحرب غيرت قواعد التهديدات النووية، وكثفت من الاستثمار في الأسلحة والتكتيكات الهجينة، وتبنت العدوان في جميع مجالات الصراع المعروفة.
وأشار إلى أن مولدوفا أو ليتوانيا أو بولندا أو رومانيا أصبحوا أهدافًا لروسيا، حال فازت في أوكرانيا، وطالب بالاستعداد لاحتمالية نشر قوات أوروبية داخل أوكرانيا.
الاعتماد على أمريكا
وشدد ماكرون خلال حواره، على ضرورة أن تتخلص أوروبا من اعتمادها العسكري الذي دام عقودًا من الزمن على أمريكا.
وأوضح أن أوروبا يجب أن تنظر مرة أخرى في سياستها الدفاعية لخلق إطارًا جديدًا للدفاع الأوروبي يخفف العبء على أمريكا.
وفي هذا الشأن، أكد ماكرون أنه على استعداد لتوسيع نطاق الحماية التي توفرها الأسلحة النووية الفرنسية، من أجل خلق أسلوب دفاعي قوي يردع التهديدات.
الفجوة الصناعية
التحدي الثالث الذي طرحه ماكرون هو الفجوة صناعية الذي ظهرت بين أوروبا من جهة وأمريكا والصين من جهة أخرى.
هنا رأى ماكرون أن أوروبا تخلفت عن أمريكا والصين في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وطالب أوروبا وقادتها بسرعة الاستجابة الآن، وإلا فإنها قد لا تلحق بالركب أبداً.
ورأى ماكرون أن هناك ضرورة ملحة لمضاعفة الإنفاق على الأبحاث، وتحرير الصناعة، وتحرير أسواق رأس المال، وزيادة شهية الأوروبيين للمخاطرة.
القدرة التنافسية
أكد ماكرون خلال حواره، أن القدرة التنافسية لأوروبا أصبحت ضعيفة للغاية بسبب هشاشة السياسة الأوروبية.
وأوضح أن، أوروبا يجب أن تشدد من سياستها للحد من العمليات الاقتصادية التي تضعف المنتج الأوروبي وتكون جاهزة لمقاومة ذلك في كل وقت
عقبات أمام ماكرون
بحسب مجلة “ذا إيكونوميست”، فأن أفكار ماكرون تتمتع بقوة حقيقية، لكن حلوله تطرح مشاكل ويتمثل أحد المخاطر في أنها قد تؤدي إلى تقويض أمن أوروبا، وقد تطيح خططه بأمريكا، ولكنها قد تفشل في سد الفجوة ببديل أوروبي جدير بالثقة، وهذا من شأنه أن يجعل أوروبا أكثر عرضة للاعتداءات الروسية.
وبحسب المجلة، فقد تقع خططه أيضًا ضحية للبنية غير العملية للاتحاد الأوروبي نفسه، فهي تتطلب من 27 حكومة متعطشة للسلطة أن تتخلى عن سيطرتها السيادية على الضرائب والسياسة الخارجية، وأن تمنح المزيد من النفوذ للمفوضية الأوروبية، وهو الأمر الذي يبدو غير مرجح.
إخلاء مسؤولية إن موقع ناشري الفجر يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
