مشروع الهيدروجين الأخضر في “نيوم”.. تحديات نحو النجاح

مشروع الهيدروجين الأخضر في “نيوم”.. تحديات نحو النجاح
مشروع الهيدروجين الأخضر في “نيوم”.. تحديات نحو النجاح

قال سمو وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في الرياض – في 28 أبريل 2024 – بأنه “لا توجد وصفة جاهزة للتحول إلى الطاقة الخضراء يجب على الجميع الانصياع لها”، ولا تمانع المملكة “الشراكة مع الجميع، … وخاصة الهيدروجين في شكل الأمونيا عبر الأنابيب”، فالقصة كبيرة ومليئة بالتحديات، والسؤال هنا ما مدى نجاح مشروع الهيدروجين الأخضر في “نيوم”؟

سبقت المملكة العربية السعودية الجميع في واقعية العمل على الهيدروجين – وقود المستقبل – وأخذت على عاتقها المضي قدما في الاستثمار الضخم في هذا المضمار، في وقت تتطلع كل شركات الطاقة العالمية لحجز مكانة لها في هذا المجال المهم بالرغم من ضعف الاستثمار فيه حاليا، فقد توقعت مؤسسة “بنك أوف أمريكا” أن تصل عائدات صناعة الهيدروجين في 2050  إلى 2.5 تريليون دولار، من نسبة في مجمل مصادر الطاقة ما يقارب  22%.

هنا الحديث ليس على الهيدروجين البني الذي ينتج من الفحم ولا يعد صديقاً للبيئة، أو الهيدروجين الرمادي المنتج من النفط والغاز (غالباً من الغاز الطبيعي) ويرافق إنتاجه انبعاثات كربونية، ولا حتى الهيدروجين الأزرق المنتج من تسخين الغاز الطبيعي مع امكانية حجز الكربون المصاحب له مما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية، ولكن الهيدروجين الأخضر الذي ينتج من الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح، وبلا انبعاثات كربونية ويولد الماء فقط عند الاحتراق.

بالرغم من أن هذا النوع من الهيدروجين مصدر طاقة غير منتج للكربون كالطاقة الأحفورية، وليس له مخلفات خطيرة أو تسريبات يمكن أن تهدد البشرية كالطاقة النووية، إلا أنه مكلف، حيث إن ثلثي كلفته تذهب للطاقة المطلوبة لإنتاجه، وكذلك لا يزال يواجه تحديات فنية واقتصادية خاصة فيما يتعلق بعملية التخزين بسبب انخفاض قيمة كثافة الطاقة له مقارنة بأنواع الوقود الأخرى، وبالتالي زيادة الحجم اللازم للتخزين سواء في مواقع الإنتاج والتصدير، أو في تطبيقات الاستخدام النهائي مثل التخزين في مراكز التوزيع.

لكن من يبدأ بإنشاء البنية التحتية لهذه الصناعة سيفوز بالأسبقية، والتوسع في مشاريع الهيدروجين فيما بعد سيقلل من التكلفة ويعزز التنافسية عالميا لمن سبق، وهذا ما يفسر حراك دولة مثل ألمانيا التي أنفقت 10 مليار دولار لتصبح رائدة فيه، والولايات المتحدة التي تعمل على أبحاث ودراسات عميقة في محاولة خفض كلفة الإنتاج والنقل والتخزين.

في المملكة، نرى شركة نيوم للهيدروجين الأخضر وهي شراكة لتنفيذ مشروع مشترك مع شركة “أكوا باور” السعودية الضخمة في مجال الطاقة وتحلية المياه وشركة “إير برودكتس” الأمريكية العريقة (أسست في ديترويت ميتشجان عام 1940) لإنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم لإنتاج الأمونيا الخضراء على نطاق واسع بحلول عام 2026، وبتكلفة إجمالية تبلغ 8.4 مليار دولار أميركي مع إبرام اتفاقية حصرية لمدة 30 عاماً مع شركة “إير برودكتس” لشراء كامل الأمونيا الخضراء التي سينتجها هذا المصنع الجديد.

تزعمت المملكة صناعة النفط بالعالم، ومنها غيرت قواعد تنافسية صناعة البتروكيماويات عندما بدأ تصدير المنتج السعودي من الجبيل وينبع، وفي المستقبل ستغير صادرات الهيدروجين السعودية – بمشيئة الله – معادلة الطاقة العالمية كعادة المملكة العربية السعودية في تأثيرها الاقتصادي عالميا، وهذا يفسر رؤيتها الاستباقية في مشروع شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، أما التكلفة الرأسمالية العالية اليوم فلا قيمة لها أمام ما تتطلع له القيادة من ريادة في هذه الصناعة، كاستثمار طويل الأجل ذو مردود غني للأجيال القادمة في المستقبل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق صادرات النفط العراقي في أبريل تنخفض 10 آلاف برميل يوميًا
التالى تصدير الصلب الأخضر.. دولة عربية ستكون الأرخص بالنسبة لأوروبا