روسيا تستهدف أوكرانيا بالصواريخ وعشرات المسيّرات

روسيا تستهدف أوكرانيا بالصواريخ وعشرات المسيّرات

سقط عدد من القتلى والجرحى في هجمات روسية على شرق وجنوب أوكرانيا، وفق ما أعلن مسؤولون، الأربعاء، في حين أفادت موسكو بأنها أسقطت وابلاً من الصواريخ الأوكرانية، وقالت إن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت 18 صاروخاً قرب مدينة بيلغورود الحدودية التي شهدت مؤخراً ازدياداً في عدد الهجمات الأوكرانية الدموية. وأكد حاكم بيلغورود إصابة شخص بجروح في الهجوم.

عناصر من الدفاع المدني تعمل في موقع استهدفه صاروخ في كييف الاثنين (إ.ب.أ)

قال ميكولا أوليشوك قائد القوات الجوية الأوكرانية الأربعاء إن روسيا أطلقت 13 طائرة مسيرة على أوكرانيا أثناء الليل، مضيفاً أن 10 منها أُسقطت في مناطق خاركيف وسومي وكييف وخيرسون. وتابع: «وحدات الصواريخ المضادة للطائرات ومجموعات الإطفاء المتنقلة ومعدات الحرب الإلكترونية شاركت في صد الهجوم الجوي».

وأفاد حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف على وسائل التواصل الاجتماعي بأن 3 رجال وامرأة تتجاوز أعمارهم جميعا الخمسين عاماً جُرحوا في ضربات مدفعية وصاروخية منفصلة على بلدات وقرى في المنطقة نُفّذت بالمدفعية والصواريخ.

قال مسؤولان إن روسيا نفذت غارتين جويتين على منطقة سكنية في مدينة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا الأربعاء مما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 12 آخرين. وقال رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريخوف عبر تطبيق «تيليغرام» للتراسل: «تعرض مبنى من خمسة طوابق يعيش فيه أشخاص لأضرار بالغة»، ووصف الهجوم بأنه «عمل إرهابي دموي آخر ضد الأوكرانيين». وقال إن «مؤسسة جراحة الطوارئ تعرضت لأضرار أيضاً».

وتتعرض خاركيف والمناطق المحيطة بها لهجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة على نحو متكرر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين، رغم أن الحرب أودت بحياة آلاف الأشخاص وشردت الملايين، ودمرت عدداً من البلدات والمدن.

وأفاد حاكم منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا المحتلة جزئياً من قبل روسيا، بأن امرأة قُتِلت في هجوم بمسيرة على قرية ميخايليفكا. وكانت قد حررت القوات الأوكرانية أجزاء من المنطقة المطلَّة على البحر الأسود، أواخر العام 2022، لكن القوات الروسية تقصف البلدات والقرى التي تمت استعادتها منذ ذلك الوقت.

سيارات تضررت بسبب القصف من أوكرانيا في بيلغورود (أ.ب)

وأفاد المسؤول أولكسندر بروكودين على وسائل التواصل الاجتماعي بأن «امرأة عمرها 61 عاماً أُصيبت بجروح مميتة في منزلها». وأفاد حاكم منطقة ميكولاييف، كما جاء في تقرير «الصحافة الفرنسية»، بأن صاروخاً باليستياً روسياً ضرب المنطقة الساحلية؛ ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص بجروح، حالة أحدهم خطيرة.

عمال أوكرانيون يبنون تحصينات دفاعية في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا (أ.ب)

على صعيد منفصل، أعلن جهاز الأمن الأوكراني الأربعاء اعتقال عميلين للمخابرات الروسية بتهمة إبلاغ قوات العدو بمواقع أهداف عسكرية حساسة. وأفاد الجهاز في بيان: «نتيجة عملية خاصة، اعتُقل عميلان لإف إي بي (جهاز الأمن الفيدرالي الروسي) في كييف وأوديسا». وأضاف: «حاول المجرمان تحديد مواقع جنود أوكرانيين ومن ثم إرسال الإحداثيات ذات الصلة إلى المحتلين لتعديل الضربات الجوية». وتابع، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»: «في المرحلة الأخيرة من العملية الخاصة، اعتُقل المجرمان بالجرم المشهود أثناء تجسسهما على أهداف محتملة لصالح المحتلين». وأوضح أن أحد المشتبه بهما صور محطة للطاقة الحرارية، على ما يبدو لمساعدة روسيا في قصفها للبنى التحتية الأوكرانية المرتبطة بالطاقة. واتُّهما بالتواطؤ مع العدو، وبالتالي يواجهان إمكانية سجنهما مدى الحياة».

رجل يعمل في موقع بناء خط دفاع في منطقة خاركيف في 12 مارس 2024 وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

حث السفير الأوكراني لدى ألمانيا أوليكسي ماكييف الأربعاء على سرعة إيصال الأسلحة والذخيرة لبلاده، وعارض بشدة التصريحات الصادرة عن زعيم الكتلة الاشتراكية الديمقراطية البرلمانية رولف موتزينيش بشأن «تجميد» الحرب. وأكد السفير على «أننا لسنا بحاجة إلى هذا غداً ولا بعد غد، ولكن اليوم».

وأشار السفير إلى كثير من جولات المفاوضات مع روسيا منذ 2014، التي شاركت فيها ألمانيا. وقال ماكييف، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية: «لم يؤدِّ هذا التجميد سوى إلى حرب ضخمة مستعرة في أوروبا اليوم».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته مدينة خاركيف مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته (إ.ب.أ)

وقال إنه يجب على أوكرانيا تقبُّل اعتراض المستشار الألماني الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي على إرسال صواريخ «تاوروس»، حتى لو كانت لا تتفق مع ذلك. وبرر شولتس رفضه لذلك بالإشارة إلى أنه يعتقد أن ألمانيا يجب ألا تتخلى عن السيطرة على صواريخ «تاوروس» حيث إنها يمكن أن تُستخدم في ضرب أهداف في روسيا. وقال ماكييف إنه لا يوجد سبب لعدم الثقة في بلاده، مشيراً إلى أن أوكرانيا دائماً ما أوفت بوعودها فيما يتعلق بالتعامل مع الأسلحة المقدَّمة. وفي الوقت ذاته، شدد على قدرة الجيش الأوكراني على التعامل مع أنظمة الأسلحة المعقدة.

من جانب آخر، تسعى أوكرانيا إلى طمأنة تجار الغاز الطبيعي الأوروبيين بأن تخزين الغاز في أوكرانيا لا يزال آمناً في مرافق تخزين الغاز الضخمة تحت الأرض، بعد الهجوم الذي شنته روسيا على منشأة للطاقة في غرب أوكرانيا، الأحد الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أوكرترانس غاز جيه إس سي» لتخزين الغاز، رومان ماليوتين، إن أوكرانيا تتوقع وصول ما يصل إلى 4 مليارات متر مكعب من الغاز خلال أشهر الصيف، أكثر من العام الماضي، حسبما ذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء.

رجال إطفاء يعملون في موقع أصيب بضربة صاروخية روسية في خاركيف (رويترز)

وعادةً ما تستغل الدول الأوروبية هذا الموسم لبناء مخزوناتها من الغاز، رغم أنها قد تكون أكثر تردداً بعد الهجوم الروسي على منشأة للطاقة في غرب أوكرانيا الأحد الماضي. وقال ماليوتين، رداً على أسئلة من وكالة «بلومبيرغ» للأنباء: «أود أن أؤكد أن الأضرار لا تؤثر على قدراتنا على حقن الغاز في مرافق تخزين الغاز تحت الأرض».